1. المقالات

لا تتباكوا

أضيف بتاريخ : الجمعة, 08 اغسطس 2014  |   عدد المشاهدات : 4154

البكاء من خشية الله نعمة عظيمة لا يؤتاها إلا مؤمن: (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا) ،لكن ذلك إنما هو في خلواتهم يدل عليه قوله سبحانه: (ويخرون للأذقان يبكون).

وأما البكاء في الصلاة وفي مجامع الناس فله حالتان:

الأولى: أن يهجم على الشخص ، فهذا محمودٌ، لكن يشرع في حقه أن يدافعه ويخفض صوته دفعا للرياء وصيانة للصلاة.

الثاني: أن يتكلفه القارئ، فهذا مذموم ووسيلة إلى الشرك، ومبطل للصلاة إذا صاحبه نحيب ونفخ خارج عن العادة، والمصلون خلف هذا يمقتونه ويعلمون أنه كاذب.
 

ولم يحفظ عن رسول الله ﷺ أنه بكى في صلاته بالناس، وهديه ﷺ أكمل الهدي، أما بكاؤه في خلوته فقد حُفِظ ، وله شواهد كما في حديث ابن مسعود، وحديث ابن الشخير قال: أتيته ﷺ  وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل.النسائي

 

ومما يدل على أن التباكي لم يكن من هديه ﷺ ما في الصحيحين عن عائشة أنها اعتذرت لأبيها حينما قال ﷺ  : مروا أبا بكر فليصل بالناس. فقالت: إنه إن يقم مقامك يبكي فدل على أن النبي ﷺ لم يكن كذلك.

وأما حديث :(اقرأوا القرآن فإن لم تبكوا فتباكوا) فلا يصح عن رسول الله ﷺ رواه ابن ماجة وفي إسناده متروك.

وأما بكاؤه  في الخلوة أو مع خاصة أصحابه فمنه:

بكاؤه  عندما قرأ ابن مسعود سورة النساء.متفق عليه

ومنه ما جاء عند النسائي أنه ﷺ بكى في صلاة الكسوف، لكن سمعه ابن عمرو وهو يبكي في سجوده.

ومنه قول ابن الشخير قال: أتيت النبي ﷺ وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي.النسائي 

وأما خطبه ومواعظه فلم يحفظ عنه البكاء فيها إلا النادر، ولم يكن ﷺ يتباكى قط، ومما حفظ في مواعظه:

-         ما روى النسائي عن أبي هريرة أنه خطبهم مرة فقال: والذي نفسي بيده ثلاث مرات ثم أكب وأكب كل رجل منهم يبكي.

-         وما جاء عند الترمذي من حديث العرباض: وعظنا رسول الله ﷺ موعظة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون. 

-         وفي الصحيحين حينما وعظ الصحابة وسألوه حتى أحفوا المسألة فإذا كل واحد لاف رأسه يبكي ولم يرو الراوي أنه بكى معهم.
 

-  وأكثر البكاء المحفوظ عن النبي ﷺ في مجامع الناس إنما هو من قبيل بكاء الرحمة والرقة للمواقف الإنسانية ومنها:
- أنه زار قبر أمه فبكى وأبكى من حوله. رواه مسلم
- ومنها أنه زار سعد بن عبادة فوجده في غاشية أهله مريضا فبكى.البخاري
- ومنها أنه ﷺ نعى أمراء موتة جعفر وصاحبيه وعيناه تذرفان. 

- ومنها أنه ﷺ قبل عثمان بن مظعون وعيناه تذرفان. رواه أهل السنن.

-         ومن ذلك أنه ﷺ بكى عند وفاة ابنه إبراهيم.

-         ومنها ما عند ابن ماجة عن البراء قال: كنا مع النبي ﷺ في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى.

-         ومن ذلك أيضا أن أبا بكر بكى وقبل النبي  ﷺ عند موته. البخاري


تعليقات


جميع الحقوق محفوظة © الشيخ صالح الشمراني